رغم أنّ التاريخ الشفوي هو عملية تتخطّى نطاق المقابلة، فهو يتمحور أساسًا حول إجراء مقابلة لتسجيل الذكرى والتجربة المتعلقة بالأحداث الماضية. وتنتج مقابلة التاريخ الشفوي عن علاقةٍ قائمة على التعاون بين الراوي والمُحاور، وتُترجَم من خلال السلطة المشتركة في عملية صنع التاريخ والمعنى. بالتأكيد، لا وجود لذكريات الماضي من دون الراوي، ولكنَّ إجراء المقابلة يجعل من الشريكَيْن جزءًا أساسيًا من العملية، ويتطلب أسسًا مبنية على الثقة والاحترام المتبادلَيْن.
نتعمّق في فهم الطريقة المُثلى لاختيار الرواة، والأهمية القصوى لاجتماع ما قبل المقابلة في بناء الثقة، كما نشرح مبدأ الموافقة المستنيرة. ونتعرّف على كيفية اعتماد مقاربة تراعي الذكريات الصريحة والصادمة التي قد تبرز خلال المقابلة حول التاريخ المتنازع عليه في مجتمع ما بعد النزاع. ونركز على عملية الاستجواب كونها أهم أداة بحث نملكها، ونتمرّن على كيفية استخدام هذه المهارة لقيادة المقابلات وتوجيهها بطرق مختلفة، إلى جانب التعرُّف على التحضيرات اللازمة قبل إجراء المقابلة.